وصفت الصحافة الفرنسية مهاجرا تونسيا غير شرعي من أصل تونسي بـ «البطل» بعد انقاذه لحوالي 60 متساكنا من حريق شبّ يوم السبت الماضي في عمارة بمنطقة أوبرفايلارز الحدودية مع العاصمة الفرنسية باريس وراح ضحيته ثلاثة مواطنين وأصيب خلاله ثلاثة عشر آخرون بحروق وجروح أربعة منهم في حالة خطيرة حسب ما صرح به الإطار الطبي . التونسي يدعى «محسن» و يبلغ من العمر 26 سنة تفطن للحريق من خلال انبعاث دخان كثيف في مدارج العمارة فنزل مسرعا الى الطوابق السفلية وصاح منبّها الجيران للحريق كما طرق أبواب كل الشقق التي غادرها اثر ذلك سكانها وتمكن من انقاذ صديق له في الطابق السادس كان يغط في نوم عميق وذلك بعد أن خلع باب شقته .
كما أنقذ التونسي مهاجرة من أصل جزائري مع طفليها بعد كسر نوافذ شقتها , حيث ساعدها على الخروج من شرفة صحبة ابنيها ويسّر له ذلك وجود «سقالة» كانت على واجهة المبنى وتمكن رغم قوة النيران من إنزالها مع طفليها بسلام كما ساهم في إنقاذ عدد من الاطفال . وقد ثمّن الجيران العمل البطولي الذي قام به المهاجر التونسي وطالبوا بتكريمه من قبل بلدية المكان وتسوية وضعية إقامته على الأراضي الفرنسية بعد مكوثه فيها في وضعية غير قانونية منذ ثلاث سنوات وذلك على خلفية مغامرته بحياته من اجل إنقاذ أرواح بشرية من حريق كان شبّ بالطابق الأرضي بعد أن أكلت النيران سلّما خشبيا . وعلمت «التونسية» أن محافظ المدينة استجاب لطلبات السكان وأمر باتخاذ اجراءات عاجلة لتسوية وضعية التونسي البطل وتمكينه من بطاقة اقامة شرعية.
ويذكر انه بعد فتح تحقيق قضائي في الحادثة تمّ التوصل إلى أن الحريق كان نتيجة عملية لهو بين طفلين تتراوح أعمارهما بين 10 و12 سنة حيث أضرما النيران في حاملة أطفال كانت في أسفل السلّم مما ادى الى انتشار النيران فيه ومنه الى الشقق .